حول مرض الجذام

حول مرض الجذام

مرض الجذام

مرض الجذام هو نوع من الأمراض المعدية تسببه العدوى ببكتيريا تسمى «المتفطرة الجذامية». كان يطلق على هذا المرض اسم «الجذام» في اليابان، إلا أنه بسبب الصورة التمييزية التي تنطوي عليها الكلمة أصبح يطلق عليه الآن اسم «مرض هانسن» تكنيًا باسم الطبيب النرويجي جيرهارد أرماور هانسن مكتشف بكتيريا المتفطرة الجذامية.

سبب ظهور المرض

المتفطرة الجذامية التي تسبب مرض الجذام هي بكتيريا ذات قدرة ضعيفة على تسبيب المرض، وحتى إذا دخلت إلى الجسم فإنها غالبًا ما لا تسبب ظهور المرض بفضل عمل جهاز المناعة. إلا أن الاتصال المتكرر مع مرضى الجذام غير المعالجين أثناء فترة الرضاعة يسبب ضعف جهاز المناعة وبالتالي فقد يؤدي إلى ظهور المرض. إن الظروف الغذائية والصحية السيئة تضعف جهاز المناعة مما يزيد من خطر الإصابة بالمرض.

أعراض مرض الجذام

الجذام هو مرض يصيب الجلد والأعصاب المحيطية، وعدواه مزمنة تتطور ببطء بعد ظهورها. الأعراض الأولية هي آفة جلدية تسمى الطفح الجلدي وشلل حسي يسبب فقدان الشعور بالألم والحرارة. إذا تطور المرض دون علاج فقد تظهر تشوهات واضطرابات حركية في الأطراف والوجه. تشوه الأطراف يعيق نشاطات الحياة اليومية مثل إمساك الأغراض أو المشي.

الصورة_02

طفح الأعراض الأولية

علاج مرض الجذام

يشفى مرض الجذام تلقائيًا في بعض الحالات، إلا أن علاجه طبيًا لم يكن ممكنًا حين لم يكن هناك دواء له. ثم ظهر في عام 1941 في الولايات المتحدة دواء فعال ضد المتفطرة الجذامية يدعى برومين، وأصبح مرض الجذام مرضًا قابلًا للشفاء. وقد تطورت الأدوية منذ ذلك الحين، وتتوفر الآن طريقة علاج تسمى العلاج متعدد الأدوية حيث يتم تناول نوعين أو ثلاثة أنواع من الأدوية لمدة عام إلى عامين. تقوم منظمة الصحة العالمية بتوزيع هذه الأدوية مجانًا. تفقد المتفطرة الجذامية قدرتها على العدوى في غضون أيام قليلة من البدء بالعلاج متعدد الأدوية.
وبهذا الشكل فإن علاج مرض الجذام ممكن عن طريق الأدوية وحدها. إنه مرض عادي يمكن علاجه مع متابعة العمل أو الدراسة بدون الحاجة إلى دخول المستشفى.

الصورة_03

منظمة الصحة العالمية توزيع العلاج

المضاعفات

يمكن علاج مرض الجذام دون أن يخلف وراءه أية اضطرابات إذا بدأ علاجه في مرحلة مبكرة، إلا أن للمرض مضاعفات تظهر عند الأشخاص الذين تطور المرض عندهم حين لم يكن هناك دواء له بعدُ أو عند من بدأ علاجهم في مرحلة متأخرة. بالإضافة إلى الاضطرابات التي يسببها مرض الجذام نفسه مثل الشلل الحسي والاضطرابات الحركية، فإن هناك حالات تؤدي إلى بتر الأطراف أيضًا. وذلك لأن المصابين بالشلل الحسي لا يشعرون بالألم عند تعرضهم للإصابة، ولذلك فقد لا يتلقون العلاج أو قد لا يلاحظون الإصابة نفسها. ونتيجة لذلك قد تتفاقم الإصابة مؤدية إلى ضرورة البتر. إلا أن المصاب لا يكون مصدرًا للعدوى إذا تم علاج المرض حتى مع وجود مضاعفات.

حالات الإصابة

يتم الإبلاغ عن عدد قليل فقط من الحالات الجديدة في اليابان كل عام، ولكن معظم أولئك المرضى هم من الأجانب المقيمين في اليابان. ومن المحتمل في مثل هذه الحالات أن يكون الشخص قد أصيب قبل مجيئه إلى اليابان ثم ظهرت عليه أعراض المرض بسبب ضعف جهاز مناعته نتيجة العمل المتعب والحياة الشاقة في اليابان. تندر حاليًا إصابة الأشخاص الذين ولدوا ونشأوا في اليابان بالجذام. هذا لأنه بالإضافة إلى التغذية الجيدة وبيئة النظافة في اليابان اليوم، فإنه لا يوجد فيها مرضى جذام يمكن أن يكونوا مصدرًا للعدوى. قد يصاب اليابانيون بمرض الجذام في بعض الحالات النادرة، وهؤلاء يكونون إما أشخاصًا كانوا قد تعرضوا للإصابة بدون أية أعراض ثم ظهرت عليهم أعراض المرض بسبب ضعف جهاز مناعتهم نتيجة الشيخوخة أو أشخاصًا كانوا قد تعافوا ثم ظهر عليهم المرض مرة أخرى بسبب ضعف جهاز مناعتهم لسبب ما. وأما في بلاد الخارج فتقع هناك 200,000 حالة جديدة سنويًا وخاصة في البلدان النامية حيث تكون حالة التغذية والنظافة غير جيدة.

الروابط